April 24, 2008

انتهت حياتها بعد شهر جواز .. رقم قياسى

"وحشتينى جدا .. ووحشتنى ايامنا الجميلة ايام ما كنا على طول مع بعض ..ووحشونى كل اصحابنا ..ووحشتنى اودتك اللى كنا على طول بنذاكر فيها كل حاجة كنا بنعملها مع بعض وحشانى ..انا عارفة انك هاتقوليلى ان الحاجة الوحيدة اللى مصبراكى على فراقى انى بدأت حياة جديدة واتجوزت وبقى ليا بيت وأسرة وطفل .. بس البيت ده والحياه دى خلاص انتهوا وانا دلوقتى رافعة قضية خلع.. ادعيلى بقى ان ربنا يقف معايا واخلص بقى من الجوازة دى"
الجواب اللى فات ده من اعز واغلى صديقاتى ..بس للاسف مكنتش اتمنى انى اقرا فى يوم من الايام الكلام اللى هيه كاتباه ده ولو انه مكنش مفاجىء ليا خالص لانى من الاول كنت متوقعة للجوازة دى بالفشل .. صبركو عليا هاوضح كلامى كله
اصل الحكاية بدأت لما الاستاذ الجاهز اللى امكانياته كويسة اتقدم عشان يخطب صحبتى .. وطبعا يعنى ده عريس لقطة مايترفضش مال وجاه ..يعنى هاتعيش مرتاحة ماديا ..فكرت فى اى حاجة تانيةّّ! اظن لا .. كل اللى شغلها وقتها انه هايعيشها مبسوطة وهايجبلها كل اللى بتحلم بيه .. هو اينعم شاب صغير فى السن يعنى وبالامكانيات المادية يغرى اى بنت بتفكر بنفس الطريقة لكن فيه عيب خطير قوى –وقتها هى مافكرتش كويس فى العيب ده- انه هايعيش مع اهله فى نفس البيت وما ادراك ما اهله .. الفاس وقعت فى الراس واتخطبوا وبعد الخطوبة بدأت تفوق على الحقيقة المرة انها هاتعيش فى بيت عيلة يعنى مطلوب منها تخدم الصغير والكبير ومطلوب منها انها تكون كويسة طول الوقت ومطلوب منها انها تضحى طول الوقت ومطلوب ومطلوب........الخ
المهم بقى وقتها هو وعدها بان محدش هايدسلها على طرف وانها هاتعيش معززة مكرمة ومحدش هايقدر يزعلها طول ماهو موجود .. وتكررت نفس الجمل دى طول فترة الخطوبة كل ما كان يحصل كده موقف مش ولابد من اهله ليها .. المصيبة بقى الاكبر انها حبته جدا فترة الخطوبة وتعلقت بيه فلغت عقلها واديته اجازة من التفكير
وعدت فترة الخطوبة بكل المشاكل والحاجات اللى حصلت بين العيلتين من غير تفكير ولو مرة واحدة فى فسخ الخطوبة.ونصحتها وقتها كتير قوى انها تعيد تفكيرها فى الموضوع كله لكن بقى الحب والمادة الاتنين خلوها تفتكر ان هما الاتنين منتهى السعادة..واتجوزا بعد فترة خطوبة سنة ..وقلت بينى وبين نفسى يمكن ظنونى كلها مش فى محلها ويمكن كمان يطلع كل كلامه ووعوده ليها بالاستقرار والراحة صح وقلت الايام اللى جاية هى الفيصل .. وياريتنى ما قلت كده.. شهر واحد زى مابيقولو عسل وبدأت المشاكل .. الاول لازم تنزل تساعد مامته فى شغل البيت ميصحش تسيب حمتها لوحدها وشوية شوية هى اللى شالت البيت كله ..وشوية كمان وبدأو يعاملوها كجارية مهمتها تغسل وتطبخ وتعمل كل حاجة من غير ماتشتكى.. فين جوزها بقى .. معلش يا حبيبتى اتحملى عشان خاطرى دول اهلى يعنى اعمل فيهم ايه؟ دا كان رد الباشا عليها .. المصيبة الاكبر انها لما طلبت منه انهم يستقلوا ويعيشوا لوحدهم رفض بحجة انه مينفعش يسيب بيت اهله ويروح يأجر شقة فى مكان وبيته موجود..
وخد عندك بقى اهانات وتجريح من الكبير والصغير لحد ما فاض بيها.. والله ليها حق انا لو منها ماتحملش يوم واحد بس هى بقى اتحملت الوضع ده سنتين اكتر من نصهم كانت مقضياهم غضبانة فى بيت اهلها لانها كانت جابت ولد ومحبتش تنفصل عشان خاطرابنها
بس الاكيد يعنى انها لما فكرت ترفع قضية خلع وتنفصل كان فاض بيها لانى عارفة عنها انها صبورة .. يعنى اكيد هما خلصوا كل الصبر اللى فى الدنيا وارجع واقول كان ليه من الاول كل ده يحصل وتخسر صحتها -انا معرفتهاش لما شوفتها اخر مرة بجد حزنت عليها جدا -وكرامتها وتعيش فى اوضاع مايقبلهاش اى انسان ..لكن برده ارجع واقول كله مقدر ومكتوب..

من يدرى..عودة الى النافذة

لى عادات قد تكون غريبة بعض الشىء أمارسها منذ عدة سنوات دون أدرك حرصى الشديد على القيام بها حتى ولو على فترات متباعدة . تلك العادات لم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أن تصبح بالنسبة لى أكثر من مجرد عمل أقوم به لتتحول معى وبى دون تخطيط مسبق وتفكير متعمد إلى هواية تمثل لى متعة من نوع خاص
ليس هذا فحسب وإنما قد أتعمد الآن القيام بها لأشبع متعتى ..كأن استغرق ساعات طويلة فى النافذة أتفحص فيها وشوش الناس وما تنم عنه ملامحهم من علامات قد تدل على معان كثيرة أدرك أننى الوحيدة القادرة على قراءتها.
حتى وقت قريب كنت أحس أنها عادة سيئة على التخلص منها فمالى أنا وهموم غيرى.وكنت غالبا ما أقاوم رغبتى فى الوقوف فى النافذة خشية أن تمضى الساعات وأنا لا يشغلنى سوى أن أمحص النظر فى المارين أمامى وأطلق الاستنتاجات وأقيم أحوال الناس فهذا مهموم وذاك مشغول وتلك السيدة تعانى شيئا ما...........الخ
كان هناك اختلاف واضح فى أحوالهم وما ترسمه ملامحهم من حالات الرضا والسخط والقناعة حتى حبهم وكرههم للحياة كنت أحس به وأدركه.. فكل شخص منهم كان حالة منفردة تحوى أيضا مشاعر منفردة حتى ولو تشابهت ملامحهم.
أما الآن فقد أحسست وأنا أترقب وجوههم أننى أمام شخص واحد وحالة واحدة لا تحوى سوى علامات البؤس والشقاء .فالكل فى حالة توهان ولا أستطيع أن أستشف من ملامحهم أى مشاعر كما كان سابق عهدى معهم.
مـــــــــــــــــــــاذا أفعــــــــــل؟؟؟؟؟
أأتركهم هكذا دون أن اعرف ماذا حدث لهم ؟؟ وماذا عن نافذتى ؟؟أهكذا أصبحت بلا قيمة..فلا جدوى من وجودها بالنسبة لى وقد باتت كل الأشياء بملامح واحدة .فأين أمارس هوايتى إذن؟؟!!!!
وأنا وسط هذه الحيرة مما جرى قررت أن أعرف بنفسى ماذا حدث؟؟
..لـــــــــكن كـــــــــيف؟؟
كان لابد أن أغامر وأنزل إلى الشارع لأسال الناس عما جرى لهم وماذا ألمّ بهم ليكونوا كذلك ؟ لابد أن هناك شيئا ما ..لكن ما كان يخيفنى هو ردود أفعالهم تجاهى فقد يعتبروننى مجنونة ..لا يهم أى شىء.. ما يعنينى أن أعرف السبب مهما كانت العواقب .لكن ثمة إحساس كان يراودنى بالسبب وراء ما حدث للناس ولكن فضولى كان أقوى من هذا الإحساس ..أريد أن أسمع منهم..هم فقط
وكانت ردود الأفعال متباينة معى وكنت أرى علامات الاستغراب والاستنكار فى آن واحد على وجوههم ,حتى إن أغلبهم قد اكتفى بجملة واحدة قذف بها فى وجههى
"انتى مش شايفة الحال اللى بقينا فيه دا الواحد هاين عليه ينتحر"
وكأنه يتهمنى بأننى لا أعيش على أرض هذا البلد .مع أننى كنت شبه واثقة مقدما من هذه الإجابة.
وشحننى شخص آخر بجرعة من اليأس حينما نظر إلى شاكيا الحال بتلك الكلمات
"احنا مش عارفين نعيش ولا نأكل ولا حتى نأكل عيالنا ,الأسعار بقت نار والعيشة بقت بالكوى وكل ده ومرتبتنا هيه هيه..لا .دول بيخصموا منها كمان أصلهم بيسددوا ديون مصر .وكما يقال "شر البلية ما يضحك"
ضحكت ومرارة الألم والحسرة تعتصر كل جسدى وتنقلنى فى لحظة واحدة إلى عالم لا أرى فيه أى أمل
أما الجملة التى هزتنى حينما قال لى أحد الأشخاص أن الوضع الاقتصادى والسياسى فى هذا البلد قد قتل حلمه فى مستقبل أفضل ..ولا يرى بصيص أمل فلو عمل طيلة عمره لن يستطيع تحقيق اى شىء.
وكلام كثير أرهقنى جدا وأتعبنى وحملنى هموما لا يطيقها بشر وتمنيت للحظة لو اننى لم تكن لدى أصلا نافذة . ولم أكن فضولية إلى هذا الحد..
ووجدتنى أطرح بينى وبين نفسى هذا التساؤل:هل سيأتى اليوم الذى أفتح فيه نافذتى لأمارس هوايتى واجد الوجوه قد رجعت إلى سابق عهدها معى لاستكشف وادقق واستنتج أم أن الحال الذى وصلنا إليه قد قتل أيضا حلمى ودمر هوايتى وللأسف مع سبق الإصرار والترصد
من يدرى......قد أعود يوما إلى نافذتىّ !